web hit counter

منى زيدو تكتب: المرأة في زمن الكورونا

كثيرة هي التأويلات والكتابات والتحليلات التي نشرت في الفترة الأخيرة عن تفشي وانتشار جائحة كورونا في العالم، بعدما كانت مشكلة صينية باتت حالة عالمية والكل تأثر بها بشكل مباشر أو غير مباشر. معظم هذه التحليلات والكتابات إما أنها كانت تسويقية أو أنها كانت كيدية ربطت الفيروس وانتشار بالمؤامرة. بغض النظر عن هذه التحليلات ومدى مصداقيتها من عدمه هو أن المجتمع في هذه الفوضى يتجه نحو مصير لم يتم تحديده بعد.
مثلما أن المنطقة منذ عقدٍ من الزمن يعيش الفوضى بكل معانيها نتيجة الحروب والمعارك الداخلية الناشبة كما في سوريا والعراق وليبيا واليمن، حيث لم يسلم منها أي طرف وما زالت ألة الحرب تحصد أرواح المدنيين حتى وقتنا الحاضر. وضمن فوضى الربيع العربي والذي كان منذ بدايته خريف على الشعوب ونتائجه كانت القتل والتهجير والدمار والخراب. وتمَّ تسميتها بمرحلة الفوضى الخلاقة التي هي أساس تشكيل المنطقة من جديد.
ونحن في مرحلة فيروس كورونا ربما دخلنا المرحلة الثانية من الفوضى الخلاقة التي تجاوزت منطقة الشرق الأوسط التي عاشت هذه الفوضى بكل مآسيها، لتنتشر الفوضى بشكل عالميًا وتقضي على الشعوب ولكن باسلوب مرن بعيدًا عن العنف الذي ألفناه.فمثلما كانت المرأة هي الضحية الأولى في المرحلة الأولى من الفوضى الخلاقة وربما ستكون هي أيضًا بالضحية في مرحلتها العالمية الثانية. ففي المرحلة الأولى منها في الشرق الأوسط ونتيجة المعارك التي حصلت ببعض دولها رأينا كيف أن المرأة كانت الضحية الأولى لتلك المعارك التي كانت بين المعارضة والأنظمة. وهذا ما رأيناه في الأزمة السورية وكذلك في العراق وليبيا واليمن. حيث كانت المرأة هي السلعة الأرخص التي تم الإتجار بها واغتصابها حقوقها تحت مسمى الثورة. حيث كان القتل والسبي والبكاء والرجم وحتى الاغتصاب من نصيبها الأوفر عند كِلا طرفي الصراع على السلطة. وإذا أخذنا سوريا نموذجًا لرأينا أنه لا المعارضة بكافة مسمياتها بريئة من هذه التهمة ولا النظام أيضًا بريء منها، فكِلاهما أمعن في هذه الجريمة وكان له الباع الكبير في إهانة المرأة والحط من شأنها. مع العلم أن كِلا الطرفين لا ينفك ويتحدث عن حقوق وحرية المرأة بكل نفاق وكأنهم يريدون إخفاء وجههم القبيح وما فعلوه بحق المرأة.
كذلك الأمر في جائحة كورونا المنتشرة في كل مكان نرى أنَّ المرأة هي الكيان الضعيف في هذه الفوضى المنتشرة. بالرغم من أن للمرأة الدور الأساسي في التصدي لكل الأمراض السياسية والمجتمعية إن هي قامت بدورها المنوط بها وخاصة في توعية العائلة ومنها المجتمع على أساس أن المرأة هي المَدْرَسَة والمُدَّرِسَة الأولى في قيام أي مجتمع. اعطاء المرأة دورها يعتبر من أولى المهام التي ينبغي القيام بها وحاصة فيما نعيشه الآن. حيث أنها تمتلك حاصة صون العائلة والمجتمع بعاطفتها التي تتعدى معظم التدابير الاحترازية الأخرى. ولكن حينما تقف المرأة عاجزة عن فعل أي شيء هنا تكون المصيبة الكبرى وزيادة حِدة الفوضى.لذا، على المرأة أن تكون واثقة من نفسها في لحظات حرجة يعيشها المجتمع وتكون هي في مقدمة من يحافظ على المجتمع من أي تهديد كان خارجي أو داخلي. وذلك بتسلحها بالوعي والمعرفة والإرادة القوية المجتمعية، حينها فقط يمكننا أن نقول أن هذا المجتمع محصَّن من الأمراض. لكن ما نراه من فوضى بكل معنى الكلمة ومدى انتشار الفيروس وعدد المصابين به في ازدياد بشكل يومي، هذا يعني أن المرأة لا تقوم بواجبها الأساسي في حماية عائلتها على الأقل وأنها ليست صارمة في اتخاذ التدابير وتكون اتكالية أكثر مما تكون واعية.
مهما كانت الدولة قوية واعطت التعليمات بالحظر وعدم النزول والتحرك، إلا أن القرار الذي ستتخذه المرأة ضمن العائلة هو الذي سيكون المساند لقرار الدولة وسيساهم في تقليل عدد الاصابات بهذا الفيروس الخبيث الذي يضرب بالبشر. لذا وكنداء من امرأة لكل النساء أن يقمن بدورهن الحقيقي في حماية المجتمع وصونه لأنه من أهم أولوياتنا وعدم الاستهانة بالفيروس مهما كان.

المصدر : صدي البلد