بالتأكيد، نص “باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين” هو إحدى قصص كتاب كليلة ودمنة التي ترجمها عبد الله بن المقفع.
إليك تحضير شامل للنص يتضمن أهم جوانبه:
محتويات الموضوع
1. التعريف بالنص والكاتب
- نوع النص: قصة قصيرة، تُصنَّف ضمن الأدب الحكمي أو القصص الرمزية (على ألسنة الحيوانات).
- المصدر: كتاب كليلة ودمنة، الذي نقله عبد الله بن المقفع عن الفارسية (التي نقلته بدورها عن الهندية).
- الكاتب: عبد الله بن المقفع (توفي حوالي 142 هـ / 759 م)، أديب ومفكر فارسي الأصل، كتب باللغة العربية، واشتهر بأسلوبه البليغ وحكمته.
- هدف الكتاب: إيصال الحكمة والمواعظ والنصائح السياسية والأخلاقية بأسلوب ممتع ومشوق بعيداً عن الخطاب المباشر (باستخدام الحيوانات كشخصيات).
2. ملاحظة النص وتحليله
- العنوان: “باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين” – يتكون من أسماء الشخصيات الرئيسية الثلاثة التي ستدور حولها الأحداث، معطوفاً بعضها على بعض.
- الشخصيات:
- الحمامة: ترمز للسذاجة والطيبة المفرطة والضعف والاستسلام.
- الثعلب: يرمز للمكر والدهاء والخداع والانتهازية.
- مالك الحزين: يرمز للعقل الذي يقدم النصيحة الحكيمة للغير ولكنه يعجز عن تطبيقها على نفسه (الناصح العاجز).
- المكان: نخلة عالية (عش الحمامة) – وشاطئ نهر (مستقر مالك الحزين).
- الحدث العام: قصة صراع بين المكر (الثعلب) والسذاجة (الحمامة) والحكمة غير المُطبَّقة (مالك الحزين)، ينتهي بانتصار المكر.
3. ملخص أحداث القصة (البنية السردية)
المرحلة | الحدث |
1. الوضعية الابتدائية | حمامة تتخذ عشها في نخلة عالية وتفرخ فيها، لكن ثعلباً ماكراً يتعاهدها بالتهديد والصياح في أصل النخلة، فتخاف الحمامة وترمي إليه فراخها. |
2. الحدث المحرك (التحول) | رأى مالك الحزين الحمامة حزينة، فسألها عن سبب حزنها، فروت له قصتها مع الثعلب. |
3. سيرورة الأحداث | أ- النصيحة: نصح مالك الحزين الحمامة بأن ترد على الثعلب قائلة: “لا ألقي إليك فرخي، فارقَ إليّ، وغرِّر بنفسك، فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخي، طرت عنك ونجوت بنفسي”. ب- التطبيق والنتيجة الجزئية: جاء الثعلب وهدد الحمامة كعادته، فردت عليه بما علمها مالك الحزين. ج- كشف الحيلة: أدرك الثعلب أن الحمامة تعلَّمت الحيلة من غيرها، فسألها: “من علمك هذا؟”، فأخبرته أنه مالك الحزين. |
4. العقدة (الأزمة) | توجه الثعلب إلى مالك الحزين عند شاطئ النهر، وبدأ يسأله أسئلة عن كيفية تصريفه لرأسه عند هبوب الرياح من جهات مختلفة، حتى طلب منه أن يريه كيف يضع رأسه تحت جناحه عند هبوب الريح من كل جانب. |
5. الحل والوضعية النهائية | أدخل مالك الحزين رأسه تحت جناحه ليري الثعلب، فوثب عليه الثعلب وقتله، ثم قال له: “يا عدو نفسه، ترى الرأي للحمامة وتعلمها الحيلة لنفسها، وتعجز عن ذلك لنفسك، فيستمكن منك عدوك!”. (انتصار المكر والدهاء). |
4. المغزى والعبر المستفادة
القصة تحمل عدة عبر وحكم:
- المكر والدهاء يغلبان: قد ينتصر المكر والخداع على الطيبة والسذاجة في هذا الواقع.
- أهمية الحذر: يجب على الإنسان أن يتعلم الحيل ليدفع عن نفسه، وألا يستسلم للتهديدات غير المنطقية.
- العلم بلا عمل: الحكمة والعلم لا ينفعان صاحبهما إذا لم يطبقهما على نفسه أولاً، فالنصيحة يجب أن تبدأ بالناصح.
- الخطر المحدق: التغرير بالنفس وغياب الحذر يوقعان الإنسان في الهلاك، كما حدث لمالك الحزين.
5. الأسلوب والخصائص الفنية
- التشخيص: إلباس الحيوانات صفات البشر وعواطفهم (الحزن، الخوف، المكر، الحكمة).
- الحوار: هو العنصر المهيمن في النص، حيث يعتمد عليه تطور الأحداث وكشف نوايا الشخصيات.
- السرد: يتميز بوجود سارد (راوٍ) ينقل القصة والحوارات.
- الوظيفة التعليمية/الأخلاقية: الهدف الأساسي من القصة هو تقديم الحكمة والنصح الأخلاقي بطريقة غير مباشرة.