web hit counter

الأوروبيون وكورونا سقوط أم صعود؟

«التفوق الأوروبى».. شعار على أجهزة التنفس الصناعى بعد إصابته بـ«كوفيد – ١٩» «الفيروس» يجبر أوروبا على تغيير سياساتها التى تبنتها لعقود الصحف الأوروبية سخرت من الصين قبل أن تستقبل بلدانها الوباء وتتلقى المساعدات من بكين
هناك أحداث طرأت فى العقدين الأخيرين تركت آثارها على أوروبا، أو بالأحرى على الأوروبيين، وأحدثت تغيرات واسعة، نستطيع أن نقول عنها إنها جذرية فى الحياة الأوروبية. فكما هو حال المواطنين فى أى بلد ومكان فى العالم، نجد الحال نفسه بالنسبة للأوروبى الذى يتأثر بالتغيرات السياسية والاقتصادية بشكل واضح. فهذه التغيرات لا تترك آثارها على دخل الفرد فحسب، وإنما على طريقة تفكيره ومبادئه ونظرته الأخلاقية والجمالية إلى العالم. فقد كان ذلك واضحا بعد أحداث التاسع من سبتمبر فى العام الأول من القرن الحالى، تلك الأحداث التى استغلها من كان فى انتظارها أو من ساعد على إشعالها فى تغيير المناخ السياسى فى العالم، وكان له الدور فى إرساء نواة التغيير الثقافى، أو بالأحرى الخلقى فى أوروبا، فنجد ولأول مرة مشاركة دول أوروبية فى حروب لم تقرها الأمم المتحدة، بل شاركت بعض البلدان الأوروبية دون التاكد من صحة الأدلة الأمريكية التى تحث على اندلاع الحرب، مثلما حدث فى اجتياح العراق بحجة امتلاك نظامه (السيئ الصيت) آنذاك لأسلحة دمار شامل.إن انهيار مجمع المركز التجارى العالمى فى نيويورك إلى شوارع المدينة أقام روحا كان المفكرون الرأسماليون ينتظرونها منذ انهيار المنظومة الشيوعية فى نهايات ثمانينيات القرن الماضي. هذه الروح التى بعثت من جديد فيما يسمى بفهم الذات عند الأوروبيين، وكيف ينظرون إلى أنفسهم وإلى باقى شعوب العالم.فهم الذاتما يفهمه الأوروبى عن ذاته يمكن أن يختلف من دولة أوروبية إلى أخرى، غير أن هذا المفهوم يبقى يتراوح عند الجميع حول موضوعة «التفوق»، وأن أوروبا بجنسها الأبيض المسيحى لا يمكن لها إلا أن تكون قائدا عالميا، تحمل شعلتها لتنير طريق المستقبل لباقى أصقاع العالم، كما فعلت فى القرون الأربعة الأخيرة. ورغم ازدهار الاقتصاد والتكنولوجيا، خاصة الحربية، فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتفوقها على أوروبا فى الكثير من الميادين، إلا أن الأوروبيين لا يرون فى ذلك تراجعا لهم ولشعوب قارتهم، وإنما يعزونه إلى التحالف والتعاون الوثيق بين الدول الأوروبية، وخاصة الغربية، مع أمريكا.. ناهيك عن أن ما يقصد به بالأمريكيين، فى الفهم الأوروبى والفهم الأمريكى، وللأسف حتى فى الفهم العالمى إلى حد ما، أن ما يقصد به بالأمريكى هو الرجل الأبيض المسيحى، ذلك الذى ينحدر فى النهاية من أصل أوروبى. يعنى أن أوروبا والثقافة الأوروبية من قريب أو بعيد لها الدور الرائد فى هذا التطور، وأن هذا التفوق، بكل الحقول والجوانب الحياتية، إن كان ذلك يتعلق بالعلوم أو الاقتصاد أو الفكر أو الفن أو حتى الأخلاق والقيم الإنسانية، فإن كل ذلك هو من اختراع صُمّمَ وصُنّعَ وأُنتجَ وتطورَ فى أوروبا. وإن سألنا الأوروبى «لم ذلك، وما السر؟» فإنه يعزى ذلك، بشكل عام، إلى أن أوروبا كانت قادرة على إحياء طفرة نوعية فى عقل الإنسان عندما فرضت تعاليم ومبادئ عصر النهضة، ذلك العصر الذى لم تمر به أى حضارة أو أمة أخرى فى العالم، لا من قبله ولا من بعده، وانفردت أوروبا به وحدها. وهذه النهضة لم تأت فقط لصالح الأوروبيين، بل إنها «اختراع» يمكن له أن يفيد العالم كله، ومنجزات هذه النهضة جاءت فقط لتجعل الناس جميعا سعداء، ينعمون بالمفاهيم والأحكام الأخلاقية التى اخترعتها أوروبا، والتى نشأت وظهرت إلى الوجود من وحى عقل الإنسان المتسائل والمفكر ومن وحى المثل العليا فى الدين المسيحى. هذا باختصار مركز ما يفهمه الأوروبى عن ذاته الأوروبية، بغض النظر أن كان مثقفا أو من عموم الناس، ناهيك عن الساسة الذين يعززون بسياستهم وقراراتهم هذا المفهوم. ورغم ظهور كتاب ومفكرين حاولوا ويحاولون أن يحذروا من خطر هذا المفهموم، إلا أنهم وفى النهاية لا يحيدون عن المفهموم ذاته، ولذا فمن الصعب أن تجد من يشيد بثقافات الشعوب الأخرى أو بضرورة التعلم منها، وتقتصر تحذيراتهم على تفادى ما عانت منه أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، الحاضرة فى الذهن الأوروبى، من ويل سيطرة الأفكار الشوفينية والعنصرية والسياسات الشمولية ومبادئ التفوق التى طرحتها النازية «الاشتراكية القومية».فى خلال الأربعة عقود التى قضيتها فى أوروبا، ومن خلال تأثرى بالثقافة الأوروبية وتبنى أفكارها، لم أجد مفكرا أوروبيا يطرح أفكارا تبتعد عن المبدأ الاستعمارى، إن كان ذلك من قريب أو بعيد، أو إن كان ذلك بقصد منه أو بغير قصد، بل على العكس، أصبح الترويج إلى مبدأ التبشير بالمبادئ الأوروبية هو من سمات المثقف الأوروبى بعد أحداث سبتمبر فى نيويورك، ونجد تحول الكثير من المثقفين الأوروبيين إلى صفوف الدعاة إلى نشر الثقافة الأوروبية، الثقافة الوحيدة المؤهلة لانتشال العالم من ظلماته وجوعه وعوزه وتخلفه لكى ينعم بنور المعرفة الأوروبية.ما ينساه، أو ما يتناساه المفكر والسياسى الأوروبى هو أن ما أحدثته النهضة الأوروبية قاد إلى نكبات وفجيعات لدى شعوب العالم الأخرى، عندما باشرت أوروبا عصر الاحتلال والاستعمار وإشاعة العبودية فى العالم كله، وأن كل ثراء وتطور أوروبا لا يمكن أن يعزى إلا إلى النهب المشروع الذى أباحته هذه الأفكار للأوروبيين لثروات شعوب العالم خارج القارة الأوروبية، بما فى ذلك المجتمع الأمريكى الذى لولا الممارسات اللا إنسانية ضد شعوب أمريكا الشمالية الأصليين والعبودية لشعوب أفريقيا وآسيا القصوى وأمريكا اللاتينية لما استطاعت أمريكا أن تكون أمريكا اليوم. إن إحصائيات الأمم المتحدة والتاريخ الحديث يذكر بأن من مجموع دول العالم كله، التى لا تصل إلى مائتى دولة اليوم، هناك أقل من عشرين دولة فقط لم تهاجمها أو تغير عليها بريطانيا أو لم تجتح أراضيها بالقوة، تأتى بعدها فرنسا ثم إسبانيا، أما اليوم، فتتصدر أمريكا هذا الدور وتعطى، بالقوة، الحق لنفسها أن تهاجم وتجتاح أى دولة تزعم أنها تهدد مصالحها القومية، حتى وإن كانت تلك الدولة وشعبها يعيشون بعيدا عن أمريكا بآلاف الكيلومترات، ولا يملكون من العدة الحربية ما يهدد أى دولة. وهذا ما شهده العالم فيما يسمى (خطأً) بالحرب الفيتنامية، مثال ساطع على كيفية فهم الأوروبى لذاته وللغرب الذى ينتمى إليه، فبدلا من أن يطلق على تلك الحرب بالحرب الأمريكية على فيتنام، لا تزال تذكر فى الكتب والصحف والأفلام والإعلام بالحرب الفيتنامية، وكأن الفيتناميين هم من هاجموا أمريكا وشنوا الحرب على أرضها وشعبها.هناك مثال آخر لكيفية فهم الأوروبى لثقافته، فعندما وقّعت الدول الأوروبية على حلف الناتو، كصفقة فرضتها أمريكا على الدول الأوروبية لقاء المساعدات التى قدمتها للدول الأوروبية، بما يسمى بمعونات مارشال، كانت أمريكا آنذاك، ولعقود طويلة بعد ذلك، تمارس أبشع أنواع العبودية والتفرقة العنصرية، فقد كانت تشهد أمريكا آنذاك أشد عزلا للأمريكيين الأفارقة، أو ما كانوا يسمونهم بـ«النيجرو»، حيث لم يكن مسموحا لهم أن يرتادوا نفس مطاعم البيض أو باراتهم أو مقاهيهم أو حتى مدارسهم، وحتى فى حافلات النقل المشتركة (فى معظم الولايات)، كان عليهم الصعود إليها من الأبواب الخلفية والجلوس فى المقاعد الخلفية المخصصة لهم، بينما يركبها البيض من الأبواب الأمامية ويجلسون فى المقاعد الأمامية. فى عز ذلك الوقت وقّعت الدول الأوروبية المتنورة على حلف الناتو وأصبحت حليفة لأمريكا فى الضراء والسراء. أما كيف يفسر الأوروبى هذا الأمر.. ببساطة جدا، فهو يعزيه إلى ضرورات المرحلة أو إلى القرارات السياسية التى يجد نفسه غير ضليع فيها، رغم أنه يمارس حقه فى التصويت والانتخاب وتطوير الأفكار والقيم الأوروبية.إن ما شهدته أوروبا خلال العقدين الأخيرين لا يمكن له أن يدرس أو يفهم بمعزل عن فهم الذات الأوروبية عند الأوروبى، خاصة عند المثقف والمفكر والسياسى الأوروبى. فبعد أحداث سبتمبر فى نيويورك، تصاعد ما يسمى بالمد اليمينى أو الليبرالى فى أوروبا، وتنامى نفوذ الأحزاب اليمينية والقومية والدينية فى مجمل السياسة الأوروبية، فمن ساكوزى فى فرنسا إلى بلير فى بريطانيا إلى ميركل فى ألمانيا… ناهيك عن الحكومات اليمينية البحتة فى دول أوروبا الشرقية مثل المجر وبولندا والتشيك، والتى تدعو إلى التفوق الأوروبى والانعزال حتى عن «أخواتها» الأوروبيات، وما حدث فى بريطانيا أثناء حملة الانفصال عن أوروبا (البريكست) لم يكن إلا رفضا لبعض القيم الإنسانية فى التعاون والتضامن بين شعوب القارة من جهة وبينها وبين شعوب الدول الفقيرة من جهة أخرى. بل أخذ العديد من دول أوروبا فى الدعوى إلى تغيير مبادئ الأمم المتحدة، بحجة أنها لم تعد تتماشى مع متطلبات العصر الراهن، وأنهاـ أى هذه المبادئ لم تعود على أوروبا إلا بالمساوئ، وتهدد فى اندثار الأخلاق والثقافة الأوروبية. أى بكلمات أخرى، لا تتماشى مع مبدأ التفوق الأوروبى وريادة العرق الأبيض المسيحى.التستر على الوباء وهذا ما انعكس بشكل واضح فى الأشهر الأخيرة، ولا يزال قائما بعد اجتياح فيروس كورونا القارة الأوروبية، حيث اعتبر هذا الوباء وباء غريبا عن هذه القارة (وعن ثقافتها)، وفى بداية الأمر أخذت الصحف تسخر من الصين وتتشفى بها وبتبعات الوباء، ففى الدنمارك نشرت فى فبراير السابق إحدى الصحف الدنماركية صورة للعلم الصينى مستبدلة النجوم الخمس فيه بفيروس كورونا. ورغم أن هذه الصورة أثارت حفيظة الصينيين وبعض الدنماركيين، إلا أن صحيفة أخرى، الأكثر انتشارا فى الدنمارك، أعادت نشرها مؤكدة أن ذلك ينبع من حرية الرأى التى تمارس «فقط» فى أوروبا، بعكس ما هو يمارس فى الصين. ولكن سرعان ما اجتاح الوباء أوروبا، وأخذ يفضح عجز الدول الأوروبية عن احتواء هذا الوباء فى الوقت الذى استطاعت الصين احتواءه فى فترة زمنية قياسية، متحملة كل الأعباء الاقتصادية التى كانت من تبعات هذا الوباء. ورغم ذلك لم نر أحدا ينشر صورة للعلم الأوروبى مستبدلا نجومه السبع والعشرين بفيروس كورونا! أو أى علم لأية دولة أوروبية يحمل نجمة أو تاجا (كلمة كورونا فى اللاتينية تعنى أيضا التاج) بفيروس كورونا، أو نجوم العلم الأمريكى الخمسين، أو حتى واحدة منها لم تستبدل بالفيروس. كذلك هو الأمر فى المجال العلمى، فقد فتحت دورية الطبيعة «نيجر» العالية الصيت فى محافل البحث العلمى أبواب دورياتها إلى نتائج البحوث المتعلقة بكورونة ومحاربة الفيروس من أية دولة فى العالم ومن أى عالم، ودعت إلى الشفافية من أجل التعاون العالمى للقضاء على وباء الكورونا، غير أن أمريكا والمملكة المتحدة رفضتا هذا العرض وآثرتا التستر على نتائج بحوث علمائهما ومختبراتهما.ما بعد كوروناإن ما يحدث اليوم فى أوروبا له تبعاته الجسيمة، ليس على الحياة اليومية للفرد وحسب، وإنما على مجمل الأفكار الأوروبية التى تستمد قوتها وترسى جذورها فى أفكار وتعاليم عصر النهضة. فما لتطور الأفكار الليبرالية الداعية إلى حقوق الفرد قبل حقوق المجتمع إلا أن تعيد النظر فى هذا المفهوم، بعد أن مارست السلطات الأوروبية فى جميع بلدان القارة ممارسات يستنكرها الفكر الأوروبى ويسخر منها حسب معطيات مثل النهضة الأوروبية، معتبرها من ممارسات الحكومات الشمولية والكتاتورية والقمعية. فمن منع التجول إلى إغلاق المحلات والأعمال إلى تحديد إعداد التجمعات إلى العقوبات المالية والقانونية بالحبس والاحتجاز، كل ذلك لم تشهده أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولحد اجتياح وباء الكورونا. إن تبعات هذا الوباء ستكون نقطة تحول فى المفاهيم، تندرج أولا فى البحث عن المتسبب فى وصول أوروبا إلى هذه الحالة الصحية، حيث عجزت كافة دولها عن توفير الحماية الصحية الكافية لمواطنيها. فكيف غابت مصادر الدخل الأوروبى عن الواقع الصحى، فى الوقت الذى تنتعش فيه التنمية العسكرية والحربية والتى تكلف المليارات أو التليارات من اليوروات سنويا؟ وثانيا: هل يمكن للأوروبى بعد هذا الوباء أن يتبجح بتفوقه على البلدان غير الأوروبية مثل الصين وكوريا؟ وثالثا، كيف للأوروبى أن يفهم موقف الصين منه، بعد أن سخر منها وتمنى انهيارها، ليجدها اليوم ترسل مساعداتها اليومية للدول الأوروبية، مثل إنجلترا وألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والدنمارك وحتى أمريكا؟ ورابعا: كيف له أن يفسر اجتماعات الحكومات الأوروبية لإيجاد مشروع إنقاذ اقتصادى للشركات الرأسمالية والأعمال الحرة، وتضمن هذه الشركات بملياراتها المحصلة من افراد المجتمع؟ وخامسا: هل لنا أن نرجع إلى الوراء ونعود إلى الوضع الاجتماعى والاقتصادى المعتاد؟ هل لنا أن نعيش مثل ما كنا نعيش فى السابق قبل حلول الوباء؟ وأن نهدر اقتصادات الدول فى المشاريع العسكرية وحملات التسلح بدلا من الانتباه إلى ما تفرضه الطبيعة علينا، وما تخبئه لنا من مفاجآت؟.سنويا، وعند انعقاد المؤتمر العالمى لحماية البيئة نجد العديد من الدول المتقدمة تعتذر عن توقيع المعاهدات التى تضمن حماية البيئة بحجة أن هذه الالتزامات تؤثر على الحالة الاقتصادية للبلد المعنى.. أليس هناك تبعات اقتصادية للمنح التى أقرتها الحكومات إلى الشركات الرأسمالية اليوم؟ هل ثقافة الرجل الأبيض المسيحى ستكون متفوقة بعد اليوم؟ أو هل لأحد أن يعتبرها هى الأمثل لأى مواطن على هذه الأرض؟.إن هذه الأسئلة والتفكر فى وضع العالم لا يمكن له أن يكون مركزا على الوضع الأوروبى أو الغربى فقط، بل إن على العالم أجمع، وعلى مثقفيه ومفكريه بشكل خاص أن يراجعوا ما اعتادوا أن يفهموه عن ذات المجتمع وعن ذات ثقافته وتطورها «أو تدهورها».. وهذا يخص بالذات المفكر العربى الإسلامى الذى تجده متمسكا بمحورين فقط، ازدهار حضارة الأجداد أو السلف قبل أكثر من ألف عام ودور الاستعمار فى تخلف المجتمعات العربية الإسلامية فى كل المجالات الحياتية، وإن وجدنا بعض الاستثناءات التى تدعو إلى تقليد الغرب وتنظر إليه كقدوة على الشعوب الاقتداء به، غافلين وجود حضارات اخرى لم تنقطع عن جذورها كما هو حال الحضارة العربية الإسلامية التى فرضت تعاليمها على حضارات راقية كانت قد أصابها الخمول أو الغرور، مثل حضارة ما بين النهرين والسومرية والفينيقية والفارسية والصينية والهندية والأغريقية والمصرية. فهل سيكون العربى الإسلامى مؤهلا لمراجعة تاريخه بحيادية موضوعية لا تتخللها الروح القومية والدينية؟ كما هو حال الأوروبى، أم سيكون الأوروبى، مرة أخرى، قادرا على مراجعة ذاته والخروج بمفاهيم جديدة تؤهله للسيطرة على العالم من جديد؟ إن مثل هذه الأسئلة هى الجديرة بالارتقاء بالإنسان والمجتمع، واليوم يمكن اعتباره فرصة ذهبية غير مسبقة لإعادة النظر فيما اعتدنا، فى الغرب أو فى الشرق، فى الشمال أو فى الجنوب التفكير به منذ عصر النهضة وحتى عصر الكورونا.

المصدر : البوابة نيوز